يجترح مفتي وامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق المعجزات لحل المشكلات الإنمائية والحيوية، فبعد حله أزمة المياه في النبطية، من خلال مبادراته التشاورية والتشاركية مع فاعليات النبطية، التي أعلن عنها في عاشوراء العام الماضي عن مشروع ساقي العطاشى، أطلق مبادرة جديدة لحل ازمة مياه الشفة والشرب، من خلال إقامة محطتين لتكرير المياه وتقديمها مجاناً للسكان وأبناء النبطية والمنطقة، من خلال مشروع سبيل الكفيل الذي تستفيد منه مئة أسرة يومياً، أي ما يعادل حاجة 3000 اسرة شهرياً، وقد لاقى المشروع اقبالاً كثيفاً من قبل المواطنين.
في هذا السياق، يشير المشرف على المشروع قائد فوج الامام الحسين في النبطية مظفر صادق، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الفكرة استوحيناها من مدينة الامام الحسين، والمناسب جداً لهذه المدينة أن تقيم سبيلاً بهذا الحجم، بالإضافة إلى عاملين أساسيين، هما الأزمة الاقتصادية، بعدما باتت فاتورة مياه الشرب عبئاً كبيراً على الاسر المتعففة والفقيرة، التي تذهب إلى السبيل العادي ومياهه غير مفلترة وملوثة"، ويضيف: "نتيجة لذلك، نشأت لدينا إقامة محطة التكرير، وهي بمباركة المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف من قبل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وبرعاية امام ومفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق".
ويوضح أنها "فكرة كشافة الامام الحسين في حسينية النبطية وتنفيذ واشراف الكشاف أيضاً، بالإضافة إلى دعم الخيرين والايادي البيضاء"، ويشير إلى أن "هذه المحطة تفتح يومياً، من الثانية والنصف حتى الثامنة مساء، وفي كل ساعة يتم فلترة وتكرير 1200 ليتر، ونغطي يومياً 100 أسرة"، ويلفت إلى أننا "وضعنا شعار المشروع على عبوات المياه منعاً للمضاربات التجارية، وهذه المياه تعقم بأعلى معايير الصحة والسلامة العامة ووفق التقنيات الحديثة"، ويتابع: "المشروع يعمل على الطاقة الشمسية بشكل كامل، أي الطاقة النظيفة، للحفاظ على البيئة، وهو مجاني كلياً، لا يتقاضى أي بدل مادي، وهو متمم لمشروع ساقي العطاشى الأساسي، الذي اطلقه الشيخ صادق منذ سنتين لتحسين تغذية النبطية بالمياه".
من جانبه، يلفت رئيس مصلحة الاقتصاد وحماية المستهلك في محافظة النبطية المهندس محمد بيطار، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن المشروع يخضع للشروط الصحية من وزارتي الصحة والاقتصاد، ويوضح أننا "أخذنا عينات من مياهه وفحصناها في مختبراتنا وكانت ممتازة وصالحة للشرب وبتقنية عالية جداً"، منوهاً بـ"دور الشيخ صادق الذي يطلق مبادرات حيوية لخدمة الناس، خاصة المياه، في ظل غياب الدولة عن إيجاد الحلول لمياه الاستخدام والشرب"، ويشير إلى أن "النبطية بأهلها لا تنسى دوره ومبادراته الإنمائية والإنسانية والأخلاق العالية، والتي تعتبر منه عرفان جميل لمدينة الامام الحسين ومدينة المقاومة والبطولة والاباء والشهامة، حيث يلامس المشروع حاجات المواطنين والعمل على تلبيتها مجاناً تحسساً بالعطش الذي عانى منه الامام الحسين وال بيته في كربلاء".